د.سيد عيسي يكتب .. الخارجية المصرية والملفات الإقليمية والدولية
عندما ترغب في تأسيس دولة قوية لابد أن يكون لديك رؤية لمعالجة كافة الملفات الداخلية والخارجية على حد السواء ،ولذلك كانت هناك ترتيب للأولويات في الجمهورية الجديدة ،فلا نستطيع أن نغفل ملف علاقة الدولة بمحيطها العربي والإفريقي والإقليمي والدولي ،لان هذا الملف يخدم ملفات أخري منها الأمن والاقتصادي.
هذا هو ما قامت به الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في معالجة الملفات الخارجية مع دول شقيقه وصديقة على مدار عدة سنوات ،وذلك بهدف دخول الجمهورية الجديدة التي تم تأسيسها بعد العام 2013بشكل مختلف وقوي عن الترهل السابق الذي أصاب الدولة المصرية بعد العام 2011 .
فلم يكن الملف الخارجي للدولة المصرية ملف سهلا ميسرا بل كانت ملفا معقدا شائكا ،وذلك بسبب كمية الكذب التي انتهجتها دول معادية لمصر واتخذت من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية ركائز لتسويق خطاب إعلامي خارجي مكذوب يعادي القوى الوطنية في مصر الممثلة في القيادة السياسية والقوات المسلحة والشرطة والمصرية ،لذلك كان لابد أن نواجهه كل تلك المنابر الخبيثة التي تبث سموها في المجتمع المصري ،أولا ،ثم نقدم الصورة الحقيقة ثانيا .
هنا نجحت وزارة الخارجية المصرية في معالجة هذا الملف الشائك ولعبت الدبلوماسية المصرية أدوارًا فعالة في الأحداث العالمية الأخيرة سواء أفريقيًا أو عربيًا أو دوليا .
وكانت القارة السمراء احد أهم الملفات التي تحتاج إلى إعادة نظر في التعامل السابق ،والذي وصل إلى ذروته في العقدين الأخريين ،وجعل اغلب الدول الإفريقية ، لا تضمر الخير لمصر، هنا كان للقيادة السياسية والدبلوماسية تحرك سريعا لتملأ الفراغ الذي ظهر منذ عام 1996 .
وبعد العودة للقارة الإفريقية ابرز واهم النقاط التي حققتها القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية حتى في إدارة ملف سد النهضة ورغم التعنت الأثيوبي الواضح في هذا الملف .
وعلى الصعيد العربي، وفي الملفات الأكثر تعقيدًا وأهمية في المنطقة، لعبت مصر دورًا مؤثرًا فيها ومنها الملف الليبي السوري واليمني والسوداني والفلسطيني والعراقي.
كما تواجدت مصر مع أشقائها في الخليج العربي واستطاعوا أن يحققوا مكاسب في ملفات عديدة ،وكانت قمة جدة مجد جديد للعرب في التعامل مع الإدارة الأمريكية وخاصة أن الملفات الدولية تغيرت معالجتها بعد الحرب الروسية الأوكرانية .
نجاح الدبلوماسية المصرية في الملف الخارجي بالتعاون مع المخابرات المصرية (الصقور) في ملفات إقليمية ودولية جعل الجميع ينظر إلى الدولة المصرية وقيادتها ومؤسستها بنظرة احترام وتقدير لان مصر دولة محورية مركزية تسعي للسلام والمحبة مع المحبين والردع مع الخونة والمتآمرين.
وفي النهاية أقول أن التعامل مع الملفات الدولية بشكل مهني والذي نجحت فيه الدبلوماسية المصرية بقيادة الوزير سامح شكري اثبت انه رجل دولة يستطيع أن ينفذ الخطط بشكل احترافي مهني ووطني جعل مصر في مقدمة الدولة العربية القوية المحبة للسلام ..حفظ الله مصر وقادتها المخلصين .