أطروحات تنويرية للشرفاء الحمادي حول (الأسباب الحقيقية لفرقة وضعف المسلمين وطريق العودة إلى الاتحاد والقوة )
أطروحات تنويرية لمعالجة قضايا متنوعة - كل أربعاء – فقط وحصريا على بوابة (مصر الإمارات) تابعونا
الملخص
يضع الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي في قضية اليوم يده على مواطن الخلل التي فرقت المسلمين وأضعفت قوتهم حيث يقول : لقد تسببت فتاوى الفقهاء الأقدمين، وتفاسيرهم في تفرق المسلمين إلى شيع وطوائف ومرجعيات متصارعة، وخلقت الفتن وصنعت الحروب، وسفكت دماء المسلمين دون أن تحقق مصلحة الأمن والاستقرار للناس ،ويضيف الكاتب في طرح اليوم قائلا : أن هذا الضعف والفرقة التي إصابتهم نتيجة مباشرة لعصيان أمر الله حيث يقول الله عز وجل «اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ» (الأعراف : 3) ،ويطالب الكاتب بالعودة إلى منهج الله تعالي ،لأنه هو الذي يعالج الخلل ويصحح الأوضاع ويؤدي إلى نتيجة حتمية تجعلنا أقوياء متحدين يحل فينا السلام والخير والعدل .. واليكم تفاصيل الطرح والمعالجة .
بداية الفرقة والضعف
لقد تسببت فتاوى الفقهاء الأقدمين، وتفاسيرهم في تفرق المسلمين إلى شيع وطوائف ومرجعيات متصارعة، وخلقت الفتن وصنعت الحروب، وسفكت دماء المسلمين دون أن تحقق مصلحة الأمن والاستقرار للناس.
تدمير وتشريد وسقوط
بل بسببها دمرت المدن وشُردت الأسر وسقطت الدول، وفتحت الأبواب لغزو الأعداء لأوطان العرب والمسلمين، ونهب ثرواتهم واحتلال أراضيهم وسبي نسائهم، واستعباد شبابهم وتسخيرهم في خدمة مصالح..
لأن المسلمين عصوا أمر الله الذي خاطبهم بقوله سبحانه: «اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ» (الأعراف : 3)
أساطير الأقدمين
ذلك أمر الله صريح للناس ألا يتبعوا غير ما أنزل الله من آيات وتشريعات وعظات وأخلاقيات في كتابه المبين القرآن الكريم، حماية لهم من التضليل وإتباعهم أقوال البشر بمختلف مسمياتهم (علماء، وشيوخ دين، وفقهاء).
التمسك بكتاب الله
كما خاطب رسوله عليه السلام بالتمسك بكتاب الله، وأنه تذكير له ولقومه وسوف يسألون عن مدى اتباعهم لكتاب الله، واتخاذه في حياتهم الدنيا مرشدًا لهم في عباداتهم ومعاملاتهم، وحتى في علاقاتهم الاجتماعية..
تطبيق التشريع الإلهي
ومدى التزامهم بتطبيق التشريع الإلهي فيما حرَّم الله، والالتزام بالقواعد المتعلقة به كما تضمنتها الآيات، حيث يقول سبحانه مخاطبًا رسوله عليه السلام : «فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)» (الزخرف).
ذلك تأكيد من الله لرسوله عليه السلام بالتمسك بالقرآن الكريم، وعدم إتباع أقوال الأقدمين وفتاويهم،كما قال سبحانه: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ» (البقرة : 175).
أصحاب التراث والمرجعيات
هكذا يصف الله سبحانه أصحاب التراث والمرجعيات الدينية وعلماء المسلمين اليوم، الذين يصرون تحديًا لكتاب الله على العودة لتراث آبائهم وعدم تنقيته، «أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ» (البقرة : 170)
الروايات تفرق المسلمين
وقد أبطل الله سبحانه ذلك، كما أدانهم لما تسببوا فيه من تفريق المسلمين بقوله سبحانه: «مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»(الروم : 32).
فرقوا دينهم
وقد وصف الله الذين فرقوا دينهم بالمشركين، فكيف يقرر هؤلاء تنقية التراث الذي نهى الله المسلمين عن اتباع أصحابه وأدى بهم إلى تفرق المسلمين، ووصفهم سبحانه بقوله: «أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ»
تدير آيات الله
وكيف يعتمد المسلمون على أمثال أولئك الذين لا يعقلون ويتحدون الله بكل إصرار في أتباع أصحاب التراث، ويتركون أمر الله في الاعتماد على قرآنه، والتدبر في مقاصد آياته، وعلى الأخص قوله سبحانه مخاطبًا رسوله عليه السلام «تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ» (الجاثية : 6).
تشويه الدين
تلك الروايات التي سُميت أحاديث لتشويه دين الإسلام، جعلوها مرجعًا رئيسيًا لرسالة الإسلام مخالفين كتاب الله، وما أمرهم به من أتباع كتابه والتدبر في آياته، وتحريم اتباع أقوال خلقه من فقهاء وشيوخ دين ومفسرين.
أصدق الحديث
رغم أن الله سبحانه بيَّن لهم أن حديث الله هو أصدق الحديث، وأي رواية يصطلح عليها حديثًا فإن ذلك يصبح خداعًا للناس، وافتراء على الله ورسوله، حيث يؤكد قوله سبحانه: «اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۗ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا» (النساء : 87)
اكتمال الدين في عهد الرسول
وفي حجة الوداع ألم يبلغ رسول عليه السلام الناس بقول الله: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا» (المائدة : 3).
تمسكون بزمام الدعوة الإسلامية
فهل بعد ذلك يحتاج الإسلام إضافة من نبي أو رسول أو غيره من شيوخ الدين، فاتقوا الله يا من تمسكون بزمام الدعوة الإسلامية، واخشوا يومًا لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا تفتروا على الله ورسوله بروايات مزورة وأساطير مفبركة لتشويه صورة الإسلام الطاهرة، التي تستهدف خير البشرية والناس أجمعين، بالأمن والرحمة والعدل والحرية في الاعتقاد والإحسان وتحريم العدوان بكل أشكاله، ليتحقق الاستقرار والسلام لكل المجتمعات الإنسانية في العالم.
************
تعريف بالكاتب
شغل المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، منصب المدير الأسبق لديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية، ورئيس مؤسسة رسالة السلام العالمية، الكاتب لديه رؤية ومشروع استراتيجي لإعادة بناء النظام العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وينفذ مشروعا عربيا لنشر الفكر التنويري العقلاني وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام التي أدت إلى انتشار التطرف والإرهاب والعنف الذي يُمَارَس باِسم الدين،وقدم الكاتب للمكتبة العربية عدداً من المؤلفات التي تدور في معظمها حول أزمة الخطاب الديني وانعكاسه على الواقع العربي.