أميركا تقترح على الرئيس الأوكراني إظهار استعداده لإجراء مباحثات مع روسيا
أعلنت السلطات الروسية في خيرسون، الواقعة في جنوب أوكرانيا، أن المدينة «من دون كهرباء وماء»، أمس، بعد غارة أوكرانية أصابت خطوط جهد عال، وأن سد كاخوفكا الاستراتيجي في منطقة خيرسون لحقت به «أضرار» جراء ضربة أوكرانية، مشيرة إلى أن الجيش الأوكراني يحشد عدداً كبيراً من الدبابات والعربات المدرعة على مشارف المنطقة. في الأثناء،قالت صحيفة واشنطن بوست، إن الولايات المتحدة تشجع أوكرانيا سراً على التلميح بالانفتاح على التفاوض مع روسيا.
وتفصيلاً، كتبت السلطات المعيّنة من موسكو في خيرسون، في بيان على تليغرام «نتيجة هجوم نظمه الجانب الأوكراني، تضررت ثلاثة أبراج إسمنتية تحمل خطوط جهد عال على محور بيريسلاف-كاخوفكا».
وأضافت «حالياً، لا توجد كهرباء ولا ماء في المدينة، وفي بعض أحياء المنطقة».
هذا هو أول انقطاع معلن للكهرباء والماء في خيرسون، التي يسيطر عليها الجيش الروسي منذ بدء هجومه في أوكرانيا.
وقال ممثل أجهزة الطوارئ في خيرسون إن «أكثر من 10 بلدات في المنطقة حالياً من دون كهرباء»، بحسب ما نقلته عنه وكالات أنباء روسية.
وبحسب الإدارة الإقليمية التي نصّبتها موسكو، تم إرسال فنيي كهرباء إلى موقع القصف «لإصلاح» البنية التحتية.
وأكدت أنه «ستتم إعادة الكهرباء والماء في جميع أنحاء منطقة خيرسون في المستقبل القريب جداً».
واستهدفت روسيا مراراً البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى تدمير نحو 40% منها وانقطاع واسع في الكهرباء والمياه في العديد من المناطق، ومن بينها العاصمة كييف.
كما أعلنت أجهزة الطوارئ في المناطق التي سيطرت عليها موسكو في أوكرانيا، أن سد كاخوفكا الاستراتيجي في منطقة خيرسون التي تسيطر عليها روسيا لحقت به «أضرار» جراء ضربة أوكرانية، حسبما ذكرت أمس وكالات أنباء روسية.
ونقلت وكالات الأنباء عن أجهزة الطوارئ القول: «أطلقت ستة صواريخ هيمارس. أسقطت وحدات الدفاع الجوي خمسة صواريخ، وأصاب صاروخ أحد أقفال سد كاخوفكا الذي لحقت به أضرار».
وحذرت أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية من أن قوات موسكو تعتزم نسف المنشأة الاستراتيجية للتسبب بفيضان.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن مسؤول محلي معين من موسكو أن الأضرار ليست «خطرة».
وقال المسؤول في الإدارة المعينة من موسكو في مدينة نوفايا المجاورة رسلان أغاييف للوكالة «كل شيء تحت السيطرة. تم التصدي للضربات الجوية الرئيسة، أصاب صاروخ السدّ، لكنه لم يلحق أضراراً خطرة». وسيطرت القوات الروسية على سد كاخوفكا الكهرمائي بجنوب أوكرانيا في بداية الهجوم. ويؤمن السد المياه للقرم التي ضمتها موسكو.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات الروسية بالتخطيط لنسفه، للتسبب بفيضان مدمر.
من جهته، قال كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة الموالية لروسيا في منطقة خيرسون الأوكرانية، أمس، إن الجيش الأوكراني يحشد عدداً كبيراً من الدبابات والعربات المدرعة على مشارف المنطقة.
وذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء أن ستريموسوف قال، في فيديو بثه عبر قناته بتطبيق «تليغرام»: «يتم حشد الكثير من وحدات المعدات، مع المزيد والمزيد من العربات المدرعة والدبابات».
وأضاف أن «إجلاء السكان إلى الضفة اليسرى من نهر دنيبرو والمناطق الروسية الأخرى مستمر، ولايزال بإمكان المواطنين في المدينة مغادرة الضفة اليمنى بحرية».
في الأثناء، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الولايات المتحدة تشجع أوكرانيا سراً على التلميح بالانفتاح على التفاوض مع روسيا، بعد أن قالت وزارة الخارجية الأميركية إن موسكو تصعد الحرب، وليست راغبة بجدية في المشاركة في محادثات سلام.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تذكر أسماءها القول إن طلب المسؤولين الأميركيين لا يهدف إلى الضغط على أوكرانيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وإنما محاولة محسوبة لضمان أن تحافظ كييف على دعم دول أخرى.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين من الولايات المتحدة وأوكرانيا أقروا بأن رفض الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تسبب في قلق في أجزاء من أوروبا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، حيث تشعر تلك المناطق بأكبر تبعات للحرب على كلفة الغذاء والوقود.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي لم تذكر اسمه قوله «الإرهاق من تبعات الملف الأوكراني حقيقة واقعة بالنسبة لبعض شركائنا».
وذكرت الصحيفة أن المسؤولين بدأوا في التخطيط لإجلاء كامل محتمل للعاصمة الأوكرانية كييف في حال انقطعت الإمدادات الكهربائية.
وقالت وكالة بلومبرغ للأنباء إن شركة الكهرباء قالت إنها تقوم في الوقت الحالي بتقييد إمدادات الكهرباء للعاصمة وسبع مناطق بشمال ووسط البلاد، بسبب الضرر الناجم عن القصف الروسي للبنية التحتية للكهرباء.
وفي كييف، قال زيلينسكي إنه ناقش مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أمس، المساعدات المالية الكلية لأوكرانيا، وفرض مزيد من العقوبات على إيران.