الأمم المتحدة تعلق خطة صرف المساعدات للاجئين السوريين بالدولار في لبنان
أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أنها ستعلق خطة لبدء دفع المساعدات المالية للاجئين السوريين في لبنان بالدولار، وذلك بعد رفض مسؤولين لبنانيين للخطة. وقرّر ممثلو منظمات الأمم المتحدة في لبنان تعليق تقديم المساعدات النقدية للاجئين السوريين للشهر المقبل إلى حين التوصل إلى الآلية المناسبة الممكن اتباعها في هذا الشأن.
ويعاني لبنان أزمة مالية حادة منذ عام 2019، ونحو 90٪ من اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر المدقع، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، ومنذ انهيار العملة اللبنانية كانت وكالات الأمم المتحدة تدفع المساعدات للاجئين بالليرة اللبنانية.
ويوم الأربعاء الماضي أعلنت وكالة الأمم المتحدة للاجئين وبرنامج الغذاء العالمي ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان، أنها ستبدأ في منح اللاجئين في لبنان خيار تلقي المدفوعات بالدولار وليس بالليرة اللبنانية، مشيرين إلى الانخفاض السريع في قيمة الليرة، وزيادة التقلبات في سعر الصرف، والضغط على المزود المالي في توفير كميات كبيرة من النقد بالليرة اللبنانية، وذلك بحد أقصى 125 دولاراً لكل أسرة في الشهر.
وقال ممثلو الأمم المتحدة في بيان مشترك، أمس، صادر عن نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية عمران رضا، وممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إيفو فرايسن، وممثل برنامج الأغذية العالمي عبدالله الوردات، إنه «نتيجة سلسلة لقاءات عُقدت مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال الدكتور هكتور الحجار، وبناءً على طلبهما، تم اتخاذ القرار بتعليق تقديم المساعدات النقدية بالعملتين للاجئين للشهر المقبل، في الوقت الذي تستمر المناقشات حول الآلية المناسبة الممكن اتباعها».
وأضاف البيان: «تجدد الأمم المتحدة التزامها بالمبادئ الإنسانية في دعم الحكومة اللبنانية لمساعدة أولئك الأكثر ضعفاً في كل أنحاء لبنان»، مشيرة إلى أنها تتخذ جميع القرارات التطبيقية بشفافية كاملة وتبعاً لالتزام الأمم المتحدة برسالتها الإنسانية، وتشمل هذه القرارات تلك المتعلقة ببرامج المساعدات ومناهجها المتبعة والتي ترتكز على حقائق صلبة وموضوعية وبحوث شاملة.
وأشار البيان إلى الاستمرار بـ«الوقوف مع شعب لبنان وحكومته في هذه الأوقات الصعبة وبتعزيز بيئة تعاونية في خدمة من هم في أمسّ الحاجة للمساعدة، بمن فيهم اللاجئون».
وكان وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني هكتور حجار، أعلن في مؤتمر صحافي، أول من أمس، أنه رفض طلب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إعطاء النازحين مساعدات نقدية بالدولار الأميركي، بعد أن كانت تعطى لهم بالليرة اللبنانية.
ووافق البنك الدولي، أول من أمس، على تمويل إضافي بقيمة 300 مليون دولار لفقراء لبنان من خلال تقديم مدفوعات نقدية لمساعدة الأسر التي تكافح وسط الانهيار الاقتصادي التاريخي للبلاد، وجاء التمويل الجديد بعد عامين من موافقة البنك الدولي على قرض بقيمة 246 مليون دولار لتقديم مساعدة طارئة لمئات الآلاف في لبنان.