المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب.. لا حصانة لأحد عند الله والأفضلية بالعمل الصالح

يقول المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، في الحلقة الخامسة من موسوعة “ومضات على الطريق” (الجزء الثاني)، إن الله عز وجل قد وضع في القران الكريم خريطة طريق للإنسان يسير عليها ويلتزم بها تنجيه في الدنيا والآخرة، وتتضمن تلك الخريطة توزانا محكما بين التكاليف الإلهية ومتطلبات الحياة الدنيا. ثم يتطرق الشرفاء إلى الأفضلية بين الناس، فيقول إن الله جعل الناس شعوباً مختلفة وقبائل متعددة للتعارف والتعاون، والعمل الصالح واتباع الله ورسوله، والالتزام بتكاليف العبادات والمعاملات هو الفيصل في الأفضلية، فلا حصانة لأحد عند الله يوم الحساب.. التفاصيل في السياق التالي..
التفاصيل
واجبات العبادة
يقول الشرفاء الحمادي: “لقد وضع الله عز وجل في خطابه الإلهي (القرآن الكريم) خريطة طريق تتضمن القواعد الأساسية التي يجب على الإنسان أن يتبعها لكي تعينه على أداء واجبات العبادة، دون تناقض بين متطلبات الحياة الدنيا، والتكليف الإلهي، بعبادة الواحد الأحد وأداء التكاليف الدينية من صلاة وصيام وزكاة وحج، وذلك تأكيداً لقوله سبحانه وتعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) سورة (القصص) الآية (77)”.
التعارف والتعاون
ويواصل الشرفاء الحمادي حديثه، ويقول: “إن المولى – عز وجل – جعل الناس شعوباً مختلفة وقبائل متعددة، لا ميزة لإحداها على الأخرى، حيث يتطلب هذا التعدد والاختلاف في الأعراف البشرية، التعارف بينهم وتعلم لغة كل منهم، ليتعاونوا فيما يحقق لهم الخير والأمان والتقارب، من خلال التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي والصناعي والزيارات السياحية والاستطلاعية، للتعرف على ثقافات الشعوب وتبادل العلوم والمعرفة الإنسانية لجميع خلقه، ليحقق لهم التعاون على البر والتقوى”.
الصالح والطالح
ويكمل الشرفاء الحمادي حديثه قائلا: “الله وحده هو من يحكم على أعمال الناس، ويميز بين من يعمل صالحًا أو طالحًا، فلا ميزة لأي إنسان على آخر، إلا بما يقدمه من عمل صالح لنفسه، ولمجتمعه، والتزام بما جاءت به آيات القرآن الكريم من تعاليم وتشريعات وأخلاقيات وعِبر وعِظات. ويحدد سبحانه القاعدة الإلهية التي سيحاسب عليها الناس في قوله تعالى: (يَوۡمَئِذٖ يَصۡدُرُ ٱلنَّاسُ أَشۡتَاتٗا لِّيُرَوۡاْ أَعۡمَٰلَهُمۡ (6) فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ (7) وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ(8).. سورة الزلزلة الآيات (6-8)”.
لا حصانة لأحد
ويختتم الشرفاء الحمادي مقاله اليوم، ويقول: “الحكم يوم القيامة لله وحده، حيث يقول سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) سورة (الحج) الآية (١٧)، فلا حصانة لأحد عند الله يوم الحساب، إلا لمن آمن بالله والتزم بتكاليف العبادات والمعاملات، والعمل الصالح، واتبع ما أنزل الله على رسوله في كتاب مبين”.
انتهت حلقة اليوم، ويتجدد الحديث في الأسبوع المقبل إن شاء الله تعالى.. حفظ الله الأمة العربية.
ملحوظة: هذا الكتاب طبع وتم تداوله في المكتبات قبل عدة أعوام.