المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب.. الرسالات السماوية تدعو إلى توظيف العقل والتدبر

في حلقة اليوم، يتحدث المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، عن أبرز الرسائل التي جاءت في “الجزء الثاني” من موسوعة “ومضات على الطريق”، إذ يقول إن جل الرسالات السماوية تدعو إلى توظيف العقل والتدبر في آياته وتعليماته التي تأمر الناس باستكشاف المعارف والعلوم والأسرار الكامنة في جوف الطبيعة، وما يخبئه الكون من نظام يستفيد بمعرفته الإنسان لمنفعته.
ثم يعرج الكاتب على أمر مهم؛ وهو كيفية الخروج مما تعانيه الأمة من تراجع وتخلف؛ وهو العودة إلى الخطاب الإلهي، وترك التشويه والتزوير والإسرائيليات التي دخلت على صحيح الدين، حتى تم تقديس الروايات وأصحابها من العوام عن القرآن الكريم. ثم يختتم الشرفاء حديثه قائلًا إنها وقفة إذن ومسؤولية أمام الله “حتى لا نكون من الذين يكتمون الحق”.. التفاصيل في السياق التالي.
التفاصيل
توظيف العقل
يقول الشرفاء الحمادي: “منذ أن خلق الله السماوات والأرض وأنزل الرسالات السماوية، كانت الدعوة الأساسية للناس في تلك الرسالات هي توظيف العقل، في التدبر بآياته وتعليماته التي تأمر الناس باستكشاف المعارف والعلوم والأسرار الكامنة في جوف الطبيعة، وما يخبئه الكون من نظام يستفيد بمعرفته الإنسان لمنفعته، وليتسنى للبشر استنباط قوانين الحياة التي أودعها الله حول الإنسان حيثما كان، ليقوم بنو الإنسان على عمارة الأرض، على أساس من العدل والسلام والرحمة والتعارف والتودد فيما بين الناس وبعضهم ببعض، وذلك تأكيدًا لقوله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) سورة (الحجرات) الآية رقم (13)”.
تشويه وتزوير وعبث
ويواصل الشرفاء الحمادي حديثه، قائلًا إن “هذا الكتاب إنما هو دعوة للمثقفين والمفكرين وعلماء الأمة المنوط بهم إخراج الأمة من مأزقها، لتصويب المفاهيم في الخطاب الديني، وما تسبب فيه لرسالة الإسلام من تشويه وتزوير وعبث في تفاسير القرآن، وتوظيفها في خدمة المصالح الدنيوية سياسية أو مادية أو مؤامرات لطمس قيم الرحمة والعدل والحرية والسلام، خطط لها ألد أعداء الإسلام وهم اليهود، وتلقاها بعض المنتفعين الذين تبنوا مرويات الإسرائيليات والروايات التي ضخوها في مرجعية الإسلام نسبت زورًا وبهتانًا للرسول لتشويه رسالة الإسلام”.
الروايات والتقديس
ويكمل الشرفاء الحمادي حديثه، ويقول إن “هدف هؤلاء هو صرف الناس عن دين الإسلام والتصديق بالمنقول وإقناع غالبية المسلمين بها، حين رفعوا أصحاب الروايات إلى درجة التقديس، وأحاطوهم بسور من المحرمات في نقدهم أو أي محاولة لتقييم رواياتهم، حتى وصلت بهم تلك القناعات إلى أن الروايات أهم من الآيات؛ بل تعلو على كلام الله سبحانه، علمًا بأن تقديسهم لقيم تراث الأولين واجتهاداتهم وأحاديثهم وما تم توريثه للناس من روايات وإسرائيليات وأساطير ليست من الإسلام في شيء، ولا تلزم المسلمين باتباعها، ولا تتفق مع ما أنزله الله على رسوله الأمين من آيات في القرآن الكريم الذي أنزله الله للناس هداية للعالمين، وليخرجهم من الظلمات إلى النور لينشر الرحمة والعدل والسلام بين الناس”.
دعوة الحق
ويختتم الشرفاء الحمادي حديثه، قائلًا إنها “وقفة إذن ومسؤولية أمام الله اتساقًا مع قوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ سورة (البقرة) الآية (174)، وتحذير لكل من قرأ القرآن وعلم مقاصد آياته لمنفعة البشرية، وكتم معرفته بها ولم يعلنها للناس، ولم يوضح دعوة الحق، فكأنما خان الله ورسوله وكتم ما علمه الله من آياته”.
انتهت حلقة اليوم، ويتجدد الحديث في الأسبوع المقبل إن شاء الله تعالى.. حفظ الله الأمة العربية.
ملحوظة: “هذا الكتاب طبع وتم تداوله في المكتبات قبل عدة أعوام”.