رئيس مركز العرب لـ”تليجراف مصر”: المواطن الليبي مل من كثرة المراحل السياسية التي لم تجلب الاستقرار
قال رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات والمتخصص في الشؤون الليبية محمد فتحي الشريف، إن الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا تسارعت وتيرتها في الفترة الأخيرة بعد هدوء كبير منذ عام 2021، وأن من ضمن ذلك التسارع كان عدم استطاعة المبعوث الأممي في ليبيا عبد الله باتيلي، الوصول إلى توافق بعد طرحه عدة مبادرات لم تجدي نفعا.
وأضاف الشريف أن سيف الإسلام الذي يعبر عن المعسكر القديم كما يطلق عليه، متواجد بشكل دائم وأساسي في ليبيا، وأن هناك اتجاه عام من الأحزاب السياسية يؤيد رجوع النظام القديم (نظام ما قبل ثورة فبراير 2011).
وأشار إلى أن تلك الأحزاب لديها تحركات على الأرض، كما أن القذافي الابن منذ إعلان ترشحه يتحرك بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى وسائل الإعلام عموما بشكل مكثف بالتزامن مع مناداة بعض المنابر الإعلامية الكبيرة والمؤثرة في الشارع الليبي بعودة النظام القديم مجددا.
وتابع “ينادي هذا التوجه بأن ليبيا لم تقف على قدميها منذ اندلاع الثورة ضد القذافي الأب ونظامه، وأن المواطن الليبي قد مل من كثرة الحقب السياسية التي استلمت مقاليد الأمور ولم تحدث تغييرا أو تحل أي من مشاكل البلاد أو الشعب”.
وأردف الشريف أن ليبيا قد تحولت بشكل كبير في السنوات التي أعقبت الثورة من دولة غنية تمتلك الثروات إلى دولة أصبح فيها الكثير من الفاسدين والمرتشين والمهجرين والفقراء.
مؤثر على الأرض أم مجرد ورقة ضغط؟
وبسؤاله عن هل إعلان بعض الميليشيات دعمها ومبايعتها لسيف الله القذافي قد يكون مؤثرا على الأرض أم أنها مجرد ورقة ضغط؟ أجاب الشريف: “معظم تلك الميليشيات تعمل في تهريب النفط والهجرة غير الشرعية وفي ملفات مختلفة كلها خارج نطاق القانون، ولكن إذا تحدثنا عن الميليشيات بشكل أكثر تفصيلا فإن الميليشيات التي يقودها بعض الأشخاص ليست بالقوة والحجم المؤثر على الأرض والتي تجعلنا نقول أن سيف القذافي قد يستخدمها وقد تحدث تغييرا في الساحة السياسية الليبية وبالتالي فإنها مجرد ورقة ضغط”.
انقسام سياسي
وأضاف الشريف قائلا: “أن الدولة الليبية تعاني بشكل كبير جدا من انقسام سياسي وهذا الانقسام يشكل خطرا داهما في اندلاع حرب مرة أخرى بين الشرق والغرب على الأراضي الليبية، والملفات الشائكة مثل ملف الميليشيات يمثل قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، خصوصا مع عدم وجود أي مصالحة أو مبادرة تلوح في الأفق”.