أهم الأخباررسائل الشرفاء الحمادي

أطروحات تنويرية للشرفاء الحمادي حول (حرية الاعتقاد ومن يملك الحكم بين الناس ومهمة الرسول والقول الفصل في المرتد)

أطروحات تنويرية لمعالجة قضايا متنوعة - كل أربعاء – فقط وحصريا على بوابة (مصر الإمارات) تابعونا.

الملخص

يقول المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي إن هناك قضايا عديدة حسمها القرآن الكريم، ومع ذلك تحدث فيها شيوخ الدين، إذ حرفوا المنهج الإلهي، منها حرية الاعتقاد وقتل المرتد والتفتيش في عقائد الناس والمشاركة في حكم الله وكلها أمور تخالف القرآن والمنهج الإلهي الصحيح، ومع ذلك تم الترويج لهذا التطرف حتى أصبح من الثوابت لدى العامة، وهو في الحقيقة يخالف الدين وينال من سماحة منهجه وإليكم التفاصيل.

التفاصيل

الجنة والنار.. الإيمان والكفر

لقد شرع الله سبحانه في آيات قرآنه تشريعًا يمنح الناس جميعًا حرية العقيدة، ومنح الله الإنسان حرية الاختيار، الإيمان به أو الكفر. واختص لنفسه وحده الحكم على المؤمن بأعماله، إن صلحت يدخله جنات النعيم، ويحكم وحده على الكافر بأفعاله بأن يلقى في نار الجحيم.

الحساب عند الله

وقد أكد قول الله سبحانه حق الإنسان في حرية مطلقة اختيار عقيدته ويتحمل وحده ذنبه عند الله يوم الحساب في قوله: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) (الكهف: 29).

إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ

ولم يشرع الله للناس حق محاسبة بعض الناس على عقائد غيرهم وما يؤمنون به، بل اختص الله وحده بالحكم على الناس يوم القيامة حيث يقول سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (الحج: 17).

الناس أحرار في عقيدتهم

وبتلك الآية حسم الله سبحانه قضية الإيمان والكفر، بأن جعل الناس أحرارًا في عقائدهم وفي إيمانهم، كما أن الله سبحانه لم يعيّن وكلاء عنه في الأرض يراقبون الناس على أفكارهم وعقائدهم، ولذلك عرف رسوله عليه السلام في خطاب التكليف ليبلّغ الناس آياته ويشرح لهم مقاصدها ويتلو عليهم كتابه، وتلك كانت كل مهمته كما أمره الله، ولذلك خاطب الله رسوله بقوله: (رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا) (الإسراء: 54)

القول الفصل في المرتد

وقد ذكر القرآن حكم الله في الذين يرتدون عن الإسلام بقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) (المائدة: 54).

وقال الله سبحانه: (وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة: 217).

الردة والكفر

يبين الله للناس أن قضية الردة والكفر به قضية يحكم فيها الله وحده على المرتد والكافر والملحد يوم الحساب، ولم تذكر آيات القرآن الكريم نصًا صريحًا بأن الله أذن لشيوخ الدين حق الحكم على الكافر والمرتد للناس في الحياة الدنيا.

الرسل مبلغون لا محاسبون

وبما أن قضية الإيمان والإلحاد والكفر بالله حق منحه الله للإنسان في حرية مطلقة في الإيمان به أو الكفر، وأن الإنسان سيحاسب على قراره يوم القيامة، واختص الله لنفسه وحده بالحكم عليهم لأن الله سبحانه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ويعلم مسبقًا عن الإنسان قبل ولادته سيكون إما مؤمنًا أو كافرًا، لذلك لم يعطِ الله للرسل أو الأنبياء حق محاكمة الناس على عقائدهم وأفكارهم وقناعاتهم.

الله وحده له الحكم

ومن أجل ذلك يتطلب من المسلم الالتزام الكامل بكل الإجلال والتقديس لحق الله وحده في الحكم على الناس في قضية الإيمان به والكفر والإلحاد، وما يحدث اليوم من تعارض بين شيوخ الدين وغيرهم من المفكرين، أن شيوخ الدين لم يلتزموا بشريعة القرآن المرجعية الوحيدة لدين الإسلام ولا مرجعية غيرها، ولذلك أمر الله المسلمين بقوله: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (آل عمران: 103).

************

تعريف بالكاتب

شغل المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، منصب المدير الأسبق لديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية، ورئيس مؤسسة رسالة السلام العالمية. الكاتب لديه رؤية ومشروع استراتيجي لإعادة بناء النظام العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وينفذ مشروعا عربيا لنشر الفكر التنويري العقلاني وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام التي أدت إلى انتشار التطرف والإرهاب والعنف الذي يُمَارَس باِسم الدين، وقدم الكاتب للمكتبة العربية عدداً من المؤلفات التي تدور في معظمها حول أزمة الخطاب الديني وانعكاسه على الواقع العربي.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى