سيد عيسى يكتب.. ثورة يونيو وعودة القيادة المصرية عربيا وإقليميا ودوليا
خلال الأيام الماضية عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي سلسلة من اللقاءات والمشاورات على المستوى العربي والدولي، إذ التقى مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ثم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وذلك خلال استقبال فخامته لهما في القاهرة، وقبلهما شهدت مدينة شرم الشيخ لقاء مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، ثم زار الرئيس السيسي سلطنة عمان، إذ التقى السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، وبعدها سيلتقي ملك البحرين مرة أخرى.
الرئيس والقوى العربية المشتركة
لقد تشاور الرئيس السيسي مع هؤلاء القادة العرب حول مستقبل الوطن العربي في ظل التحديات والأزمات العالمية الحالية، وكان محور اللقاءات مع الزعماء العرب هو تنسيق المواقف العربية في مختلف القضايا والأزمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة الراهنة، والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي والتصدي لمحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وزعزعة استقرارها.
فالعالم الآن يشهد عددا كبيرا من الأزمات والمشاكل والمختنقات الناجمة عن تداعيات ما بعد فيروس كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى ظهور التحالفات الدولية، ولذلك كان سعي الرئيس عبد الفتاح السيسي على وجود قوة عربية مشتركة متفقة في الأهداف والرؤى حتى تستطيع هذه القوة أن تحقق مصالح شعوبها في كافة الملفات، وتكون قوة مؤثرة في المحيط الإقليمي والدولي، لأن العالم بعد الأزمة الروسية الأوكرانية أصبح يبحث عن تكتلات تحقق أهداف الدول ومصالح مواطنيها.
بناء قواعد راسخة للدولة المصرية
ولعل الوقت أصبح مناسبا لكي يتم تجديد الطرح السابق للرئيس السيسي حول إنشاء القوة العربية المشتركة، وخاصة في ظل عودة قطر إلى الصف العربي مرة أخرى، كما أن القمة المقرر عقدها في الرياض بحضور دول مجلس التعاون الخليجي والأردن والعراق ومصر والولايات المتحدة، سيكون لها تأثير على المستوى الدولي والإقليمي، وخاصة أن الدولة المصرية أصبحت اليوم في قمة التعافي، وأن الرئيس نجح في بناء قواعد ثابتة وراسخة للدولة المصرية في الداخل، ولذلك غرد الرئيس خارجيا لكي يلم شمل العرب ويوحد القرار العربي، في ظل ظهور التكتلات العسكرية والسياسية في أماكن متفرقة من العالم على غرار حلف (الناتو) القوى العسكرية التي ظلت مسيطرة على القرار العالمي إلى الحرب الروسية الأوكرانية.
عودة القيادة المصرية عربيا
لذلك أقول إن التحركات الخارجية المصرية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على عودة القيادة المصرية في الوطن العربي والإقليم، وإن مصر أصبحت قادرة على إدارة كافة الأزمات بما يخدم مصالحها ومصالح شعبها، وهذا هو مسعى الرئيس السيسي منذ بداية توليه سدة الحكم.
إنجاز ملفات بشكل إعجازي
ومع حلول الذكرى التاسعة لثورة 30 يونيو، أنجزت الدولة المصرية ملفات متنوعة بشكل إعجازي، وحققت طفرات غير مسبوقة، في البنية التحتية، فحدث ولا حرج في ملف النقل والمواصلات، الذي منحنا أولوية لجذب الاستثمارات الخارجية، في الإسكان والتعمير فحققنا أرقاما خيالية مثل بعض المدن الجديدة ومنها العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة وغيرها من التجمعات السكنية الحديثة.
مشروع حياة كريمة ينهض بالمواطن والوطن
كما استطاع الرئيس أن يدشن مشروع حياة كريمة، وهو مشروع ومبادرة تحافظ على النسيج الاجتماعي، وتنهض بحياة الفقراء، ومحدودي الدخل، وتساهم بشكل كبير في بناء الوطن.
فما تحقق اليوم في مصر يحتاج إلى مجلدات، ولذلك أقول إن التركيز على السلبيات التي اندثرت وسط كل هذا الإنجاز يضع كل متربص في دائرة ضيقة تكاد أن تخنقه، فلا متنفس لهؤلاء سوى الكذب والفبركة.
الحوار الوطني جدار الثقة
وفي النهاية أقول إن الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس والذي يعد بمثابة جدار لبناء الثقة بين الدولة والحكومة، خطوة جيدة على طريق بناء الجمهورية الجديدة، ويضم الحوار أحزابا ومنظمات مجتمع مدني ومفكرين ومثقفين، ويهدف لصياغة حوار وطني لا يقصي أحدا من الوطنيين المخلصين، ولوحة الاحتفال الحقيقي بثورة 30 يونيو المجيدة هي خريطة الإنجازات الخارجية والداخلية التي وضعها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي قائد مسيرة الوطن نحو الاستقرار.