الإمارات تدين الاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى وتدعو إلى وقف التصعيد
ادانت دولة الإمارات بشدة اقتحام قوات الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين واعتقال عدد منهم. يأتي ذلك بعد أن اقتحمت الشرطة الإسرائيلية حرم المسجد الأقصى قبل فجر أمس واشتبكت مع المصلين، ما أثار ردود فعل غاضبة في أنحاء الضفة الغربية وضربات عبر الحدود في غزة، وقوبل الاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى بإدانات عربية ودولية واسعة في حين
حذرت الجامعة العربية من «عنف يهدد استقرار المنطقة» بعد اجتماع طارئ لمجلسها على مستوى المندوبين الدائمين . وفيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن دولته ملتزمة بالوضع الراهن ، حذرت الرئاسة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي من تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة.
وتفصيلاً، جددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها التأكيد على موقف دولة الإمارات الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى، ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه، كما أكدت على عدم تحصن المصلين بالمسجد أو العبث بالأسلحة والمفرقعات داخل دور العبادة.
وشددت الوزارة على أهمية احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.
ودعت الوزارة السلطات الإسرائيلية إلى وقف التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، مؤكدة رفض دولة الإمارات لكل الممارسات المخالفة لقرارات الشرعية الدولية والتي تهدد بالمزيد من التصعيد.
وشددت على أهمية دعم كل الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدماً، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد الوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وعاد الهدوء إلى الحرم القدسي بعد صدامات عنيفة جرت بين المصلين والشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت مئات الفلسطينيين، إثر اقتحام الباحة من قبل يهود عشية عيد الفصح.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية صباح أمس أنها أوقفت أكثر من 350 شخصاً في الحرم القدسي. لكن فراس الجبريني أحد أعضاء طاقم المحامين عن المعتقلين أكد أن عدد الموقوفين يتراوح بين 450 شخصاً و500 شخص.
وكانت مصادر فلسطينية أفادت بإصابة أكثر من 240 فلسطينياً بالاختناق ورضوض واعتقال عشرات آخرين في مصادمات مع الشرطة الإسرائيلية لدى اقتحامها المصلى القبلي في المسجد الأقصى.
وحذرت الرئاسة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي من تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة ، مشيرة إلى أن ذلك سيؤدي إلى انفجار كبير، كما ورد في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية (وفا).
وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إن الوحشية في الاعتداء على المصلين تستدعي تحركاً فلسطينياً وعربياً ودولياً ووضع الجميع أمام مسؤولياته في حماية المقدسات والمصلين من بطش الاحتلال.
ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بأشد العبارات اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ومهاجمة المصلين والمعتكفين هناك.
وحذرت جامعة الدول العربية الأربعاء من دوامة عنف تهدد الاستقرار في المنطقة والعالم ، إثر صدامات عنيفة جرت بين مصلين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت مئات منهم بعدما اقتحم يهود متطرفون باحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
وعقدت الجامعة العربية امس اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين في مقرها بالقاهرة لبحث التحرك العربي والدولي لمواجهة الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على حياة ومقدسات الشعب الفلسطيني .
ورفضت الجامعة، التي اجتمع مجلسها بناء على طلب الأردن، المحاولات الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه زمانياً ومكانياً.
ودانت في بيان إثر الاجتماع الطارئ «محاولة السيطرة على إدارة الأوقاف الإسلامية الأردنية في القدس المحتلة والاعتداء على موظفيها».
وأكدت أن هذه الاعتداءات «تنذر بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم».
من جهتها، نددت وزارة الخارجية المصرية في بيان بـ«اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى» داعية إسرائيل إلى الوقف الفوري لتلك الاعتداءات التي تروع المصلين.
وحملت مصر إسرائيل مسؤولية هذا التصعيد الخطير.
ودانت الخارجية الأردنية إقدام شرطة الاحتلال الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء عليه وعلى الموجوين فيه ، في ما اعتبرته انتهاكاً صارخاً وتصرفاً مداناً ومرفوضاً.
كما دانت المملكة العربية السعودية وقطر والكويت اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تعمل على تهدئة الموقف وذلك بعد اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى في ساعة مبكرة من صباح أمس.
وأضاف في بيان «إسرائيل ملتزمة بضمان حرية العبادة وحرية وصول أتباع جميع الأديان وملتزمة بالوضع الراهن ولن تسمح للمتشددين الذين ينتهجون العنف بتغيير ذلك».
ورداً على اقتحام الشرطة للمسجد، أطلقت صواريخ عدة من شمال قطاع غزة باتجاه إسرائيل على ما أفادت مصادر أمنية فلسطينية ومراسلو وكالة فرانس برس.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان «أُطلقت خمسة صواريخ من قطاع غزة على المناطق الإسرائيلية وتم اعتراضها جميعاً بواسطة منظومة الدفاع الجوي».
من جهته، قال منسق المنظمة الدولية في الشرق الأوسط تور وينسلاند «صدمتني صور العنف داخل المصلى القبلي، إنني منزعج من الضرب الواضح للفلسطينيين على يد قوات الأمن الإسرائيلية».
ودعت ألمانيا إلى تجنب التصعيد. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية كريستوفر بورغر في مؤتمر صحافي «كلّ من له تأثير على الوضع لديه مسؤولية عدم صبّ مزيد من الزيت على النار وبذل كل ما في وسعه لتهدئة الوضع».
ودان وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الأربعاء «الهجمات» الإسرائيلية على المسجد الأقصى، مؤكداً أنها «غير مقبولة».