موجة الحرائق العالمية تواصل التهام الغابات ومطاردة البشر
واصلت موجة الحرائق، التي تطال عدداً من البلدان حول العالم، التهام مساحات واسعة من الغابات، والتسبب في سقوط ضحايا وإجلاء آخرين من منازلهم، وعبّرت دولة الإمارات عن تعازيها الصادقة وتضامنها مع الجزائر، في ضحايا حرائق الغابات، وأعربت وزارة الخارجية في بيان لها عن خالص تعازيها ومواساتها للحكومة الجزائرية وشعبها الشقيق، وإلى أهالي وذوي الضحايا في هذا المصاب الأليم، وتمنياتها لجميع المصابين الشفاء العاجل.
وأعلنت وزارة الداخلية الجزائرية نجاح الحماية المدنية في إخماد 80% من الحرائق التي نشبت في ولايات عدة شمال البلاد، ووفقاً لوسائل الإعلام والسلطات، فقد دمرت الحرائق عدداً كبيراً من المنازل والمتاجر، ومازال رجال الإطفاء يكافحون لإخماد الحرائق العنيفة التي ضربت شمال وشرق الجزائر، وتسببت في مقتل 34 شخصاً على الأقل، بينهم 10 جنود، منذ أول من أمس، واستدعى الوضع إجلاء أكثر من 1500 شخص من بعض القرى، مع اقتراب الحرائق من منازلهم، كما دمرت النيران منتجعات ساحلية تعد مقاصد سياحية في الصيف.
وأظهرت لقطات نشرتها وسائل إعلام محلية حقولاً وأراضي مشتعلة، وسيارات متفحمة، وواجهات متاجر محترقة، وتقع الكثير من القرى المتضررة في منطقة القبائل الجبلية، وتحيط بها غابات كثيفة، وتتعرض لموجة حر شديد منذ أسابيع، وسجلت 48 درجة مئوية أول من أمس.
وتسببت موجة الحر بجفاف الغطاء النباتي، وجعلته أكثر عرضة لاندلاع الحرائق التي اشتعلت بفعل الرياح العاتية، بحسب شهادات مختلفة نقلتها وسائل الإعلام المحلية.
وفي تونس المجاورة، اندلعت في طبرقة الحدودية في الشمال الغربي حرائق في منطقة دمرتها النيران الأسبوع الماضي، ونُقل أكثر من 300 من سكان قرية ملولة إلى مناطق أكثر أماناً عن طريق البحر، وغادر آخرون المنطقة براً.
وضربت عواصف رعدية عنيفة شمال إيطاليا، أمس، ولقيت فتاة حتفها، بينما أدت الحرائق في صقلية إلى إغلاق مطار باليرمو.
وهبت فجر أمس رياح عاتية، وهطلت أمطار غزيرة وزخات من البرد على مدينة ميلانو، العاصمة الاقتصادية للبلاد، وغمرت المياه الشوارع، وسقطت الأشجار على الطرق، وقالت شركة النقل العام إن أضرارًا جسيمة لحقت بشبكة الكهرباء، في حين أشار صحافي في وكالة فرانس برس إلى انقطاع مؤقت في المياه في المركز التاريخي للمدينة، وإلى جانب سوء الأحوال الجوية الذي يضرب شمال البلاد، يتأثر الجنوب بموجة حرّ مع تسجيل 47.6 درجة مئوية، الاثنين، في كاتانيا بصقلية، وكافح رجال الإطفاء في صقلية خلال الليل حرائق عدة، وصل أحدها إلى موقع قريب من مطار باليرمو الذي أغلق ساعات عدة في الصباح، كما تأثرت حركة النقل بالسكك الحديد بهذه الحرائق.
وفي اليونان، واصلت النيران التهام الغابات في مساحات كبيرة من جزر رودس وكورفو وإيفيا، مع بلوغ الحرارة 44 درجة مئوية، وعلى بعد 100 كيلومتر تقريباً من أثينا، التهمت النيران جنوب جزيرة إيفيا الكبيرة، بعد عامين من حرائق دمّرت الجزء الشمالي من الجزيرة.
وفي فرنسا، وضعت مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية مقاطعة بوش-دو-رون (جنوب شرق) في أعلى مستوى من التأهب، وقالت المصلحة إن الأحوال الجوية تجعل خطر اندلاع حرائق الغابات والنباتات وانتشارها مرتفعاً جداً بالنسبة لمعدلات فصل الصيف.