ليبيا.. السيول تمحو ربع مدينة درنة.. تقلّص الآمال في العثور على ناجين
وتفصيلاً، أفاد المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي أسامة علي، أمس، بأنه بعد مرور 48 ساعة تقلصت الآمال في العثور على ناجين جراء كارثة السيول والفيضانات التي تعرض لها الشرق الليبي.
وقال المتحدث، إن الوضع في درنة مازال سيئاً جداً، مشيراً إلى أن عدد القتلى إلى الآن يفوق الـ5300، والرقم مرشح للزيادة.
وأضاف أن «هناك نحو 9000 بلاغ عن مفقودين، ولكن لا نستطيع الاعتماد على هذا الرقم، لأن مشكلة الاتصالات قد تقلص منه، بمعنى أن بعض المفقودين قد يكونون أحياء، ولكن ليس هناك وسيلة اتصال بأهلهم وذويهم لتأكيد سلامتهم».
وأشار إلى أن جهود الإنقاذ والإغاثة تسير بشكل جيد، ودرنة مكتظة الآن بفرق الإنقاذ والإغاثة من ليبيا ودول أخرى، والازدحام الشديد يسبب ربكة في عمليات الإنقاذ.
وقال وزير الطيران المدني في حكومة شرق ليبيا هشام أبوشكيوات، إنه تم إحصاء أكثر من 5300 جثة في مدينة درنة، وإنه من المتوقع أن يرتفع العدد بشكل كبير، وربما يتضاعف بعد أن تعرضت المدينة لفيضانات كارثية.
وصرح الوزير لـ«رويترز» بأن البحر يواصل لفظ عشرات الجثث، مضيفاً أن إعادة الإعمار ستتكلف مليارات الدولارات.
من جهتها، قالت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، في منشور على منصة (إكس)، إن ما لا يقل عن 30 ألفاً نزحوا في درنة، المدينة الأكثر تضرراً من العاصفة دانيال.
وأضافت المنظمة أن العدد المعروف للنازحين في مناطق أخرى ضربتها العاصفة بما في ذلك بنغازي، هو 6085 شخصاً، ولم يتم التحقق من عدد الوفيات بعد.
وتابعت «المنظمة الدولية للهجرة وشركاؤها يقومون على الفور بالتجهيز المسبق للمواد غير الغذائية والأدوية ومعدات البحث والإنقاذ والأفراد للمناطق المتضررة».
وفي نيويورك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن حزنه العميق إزاء التأثير الشديد للعاصفة دانيال والفيضانات اللاحقة التي ضربت الأجزاء الشرقية من ليبيا، وأودت بحياة آلاف الأشخاص، وتسببت في فقدان آلاف آخرين، وتدمير المنازل، وإلحاق الأضرار بالبنية التحتية الحيوية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، ستيفان دوغاري، في بيان له: «أعرب الأمين العام عن تضامنه مع الشعب والسلطات الليبية في هذا الوقت العصيب، وقدم خالص تعازيه لأسر الضحايا، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى».
ولقي آلاف الأشخاص حتفهم بالفعل في مدينة درنة الأكثر تضرراً، حيث انهار سدان.
ونتجت الفيضانات عن عاصفة قوية تسببت في انهيار سدين قرب المدينة لتنطلق موجة هادرة من المياه وتدمر رُبع، أو ما يزيد على رُبع، المدينة المطلة على ساحل البحر المتوسط، جارفة بنايات بسكانها.
وبحسب التقديرات، هناك نحو 10 آلاف في عداد المفقودين. ويُعتقد أن كثيراً منهم جرفته المياه إلى البحر.
ونقلت تقارير إعلامية عن ناطق باسم وزارة الداخلية التابعة لحكومة شرق ليبيا قوله إن «أكثر من 5300 شخص» قضوا في درنة وحدها.
من جانب آخر، أعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الثلاثاء، أن ثلاثة متطوعين من الهلال الأحمر الليبي لقوا حتفهم وهم يساعدون ضحايا الفيضانات.
وقال وزير الصحة في الحكومة الليبية المكلفة عثمان عبدالجليل، «الأوضاع في درنة تزداد مأساوية، ولا توجد إحصاءات نهائية لأعداد الضحايا.. كثير من الأحياء لم نتمكن من الوصول إليها، وأتوقع ارتفاع عدد الوفيات إلى 10 آلاف».