أكثر من 3 آلاف إعلامي يشاركون في الدورة الـ20 لمنتدى الإعلام العربي
برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبحضور سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، انطلقت أمس، في دبي أعمال الدورة الـ20 لمنتدى الإعلام العربي، بمشاركة أكثر من 3000 من القيادات الإعلامية العربية والعالمية، ورؤساء تحرير الصحف، وكبار الكُّتاب والمفكرين والمعنيين بالعمل الإعلامي في المنطقة، ضمن التجمع الإعلامي الأكبر على مستوى المنطقة العربية.
وشمل الافتتاح الرسمي للمنتدى، بحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، وسمو الشيخ حشر بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيس مؤسسة دبي للإعلام، جلسة رئيسة بعنوان «الإعلام العربي.. التحولات والتأثير» استضاف خلالها المنتدى وزير شؤون الإعلام بمملكة البحرين الدكتور رمزان بن عبيد عبدالله النعيمي، ورئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بجمهورية مصر العربية كرم جبر. كما شمل الافتتاح الرسمي جلسة رئيسة تحدث فيها رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لـ«دي بي ورلد»، سلطان أحمد بن سليّم، وحملت عنوان «مستقبل التجارة في عالم إعلامي متغير».
وتناولت الجلسة الوزارية عدداً من المحاور الرئيسة من بينها تأثير التطور التكنولوجي على قطاع الإعلام، وسبل تعزيز التعاون بين الإعلام والقطاعات الأخرى، في ضوء مفهوم الشراكة نحو النجاح، إضافة إلى دور الإعلام في تأكيد قدرة الشعوب على استيعاب أهداف التنمية وإدراك أبعاد المواقف المحيطة بهم، ومن ثم تحديد متطلبات العمل خلال المرحلة المقبلة، ودور التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي في التمهيد لتحولات جذرية في مجال الإعلام ونشر المعلومات والأخبار والفرص العربية المنتظرة في هذا المجال.
وخلال الجلسة أكد الدكتور رمزان النعيمي، أهمية وجود استراتيجية إعلامية عربية متكاملة تتضمن ثلاثة محاور أولها توفير بنية تحتية إعلامية متطورة تعتمد أحدث التقنيات، وثانيها الاهتمام بالموهوبين والمبدعين في مجال الإعلام عبر بيئة تنظيمية وتشريعية مرنة، بينما يختص المحور الثالث بضرورة تقديم رسالة إعلامية مسؤولة ومؤثرة تعكس الهوية الوطنية للدول. وأشار إلى أهمية تقديم المؤسسات الإعلامية لمحتوى جيد ومتكامل، والاستفادة من البنية التحتية المتطورة في مواجهة التحديات، والاستثمار في التكنولوجيا المتطورة كعالم الميتافيرس، وخلق بيئة مناسبة لاستيعاب الموهوبين في هذا المجال.
وعن الاستعداد للمستقبل ومواجهة التحديات، أكد النعيمي أهمية التعاون بين المؤسسات والهيئات الإعلامية على مستوى العالم العربي لوضع استراتيجية وخطة عمل موحدة، مؤكداً تفاؤله بالمستقبل الإعلامي العربي في ظل وجود جيل جديد لديه من الموهبة والإدراك والتدريب وما يكفي لتحمّل المسؤولية. وفي ختام حديثه، أكد وزير شؤون الإعلام بمملكة البحرين، أهمية تحلي الإعلام العربي بالمسؤولية وضرورة تقديمه لرسالة مؤثرة تعبر عن مفهوم الدولة الوطنية وتبني خطاب يدعو للوحدة والتعاون لا للفرقة وإثارة الفتن والنعرات. من جانبه، أكد كرم جبر ضرورة استحداث استراتيجية عمل موحدة للإعلام العربي لمواجهة ما يجد طريقه عبر منصات التواصل الاجتماعي من محتوى يتنافى مع القيم والمبادئ والأخلاق العربية، موضحاً أن تلك المنصات مازالت تعمل في إطار غير رسمي لكنها تؤثر في تشكيل الرأي العام بشكل كبير، وهو ما يدعونا إلى مواجهة محتواها الضار وما تبثه من أفكار سلبية تؤثر في العقول لاسيما الشباب.
ولفت جبر إلى أهمية دور الحكومات في حماية الإعلام من خلال وضع الضوابط المنظمة لعمله، وضرورة اتخاذ خطوات سريعة لتطويره والعمل بشكل مشترك على إنتاج محتوى عربي يملأ الفراغ الذي تستغله منصات التواصل الاجتماعي، على أن يتناسب ذلك المحتوى مع روح العصر وسرعة الأجيال الحديثة، ويراعي في الوقت نفسه خصوصية الدول العربية وقيمها وأخلاقها. واختتم رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر حديثه خلال الجلسة، التي عقدت ضمن احتفالية منتدى الإعلام العربي في دورته الـ20، بالتأكيد على أن الذهاب للمستقبل لا يكون بالعودة إلى الماضي، وأن التطوير يتطلب التخطيط السليم والأخذ بزمام المبادرة للنهوض بقطاع الإعلام بما يتناسب مع طبيعة المرحلة المقبلة.
وخلال جلسة رئيسة حملت عنوان «مستقبل التجارة في عالم إعلامي متغير»، تحدث سلطان بن سليّم، ضمن حوار أدارته بيكي أندرسون، الإعلامية في «سي إن إن» العالمية، حول واقع التجارة في ضوء التطور التكنولوجي الكبير الذي بدل العديد من القواعد، وقال إن المزوّد الرائد للحلول اللوجستية الذكية المتكاملة في العالم تتمتع بإمكانات كبيرة ولديها حلول متنوعة وفعالة للمساهمة في التغلب على التحديات التي تواجه خطوط التجارة العالمية واختلال سلاسل التوريد بغية تحسين تدفق التجارة العالمية، مشيراً إلى أن «دي بي ورلد» لديها بنية تحتية وشبكة موانئ عالمية متطورة وحلول رقمية وذكية تسهم في توفير إمدادات أكثر سلاسة وتعزيز كفاءة الشحن والنقل. وحول التحديات التي تواجه تدفق التجارة العالمية بما في ذلك اختلال سلاسل التوريد والجهود التي بذلتها «دي بي ورلد» لمواجهة تلك الأزمة العالمية، والتغيرات المتلاحقة التي تعصف بخطوط التجارة العالمية، أكد سلطان بن سليّم أن موانئ دبي العالمية (دي بي ورلد) تواصل جهودها من أجل تمكين التدفق التجاري حول العالم عبر اتفاقيات الشراكة والتعاون طويلة الأمد، فضلاً عن ابتكار الحلول التجارية الذكية للمساهمة في التمهيد لمستقبل أفضل للعالم، وذلك بفضل شبكتها العالمية، ودورها الرئيس كشريك للتجارة العالمية في تأمين متطلبات سلسلة التوريد. وأضاف بن سليّم أنه رغم التحديات الكثيرة التي فرضتها الجائحة والأوضاع العالمية الراهنة، التي أعاقت سلاسل الإمداد والشحن والخدمات اللوجستية، فقد نجحت «دي بي ورلد» في تخطي تحديات رئيسة على صعيد حركة التجارة العالمية وسلسلة التوريد، وأوجدت حلولاً ذكية ورقمية مناسبة أعادت صياغة مفهوم قطاع الشحن والإمدادات اللوجستية. وأعرب بن سليم عن تفاؤله بالتغلّب على التحديات التي تواجه نمو التجارة العالمية، مؤكداً أن التوقعات على المدى المتوسط إلى الطويل لاتزال إيجابية، غير أن ارتفاع مستوى التضخم والتوترات الجيوسياسية لاتزال تسبب شيئاً من عدم اليقين. وأكد بن سليم التزام «دي بي ورلد» بتحقيق أهداف خطة دبي للتجارة الخارجية، التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي تقضي برفع قيمة تجارة دبي إلى تريليوني درهم بحلول عام 2026، معتبراً أن المبادرات الجديدة لموانئ دبي العالمية تركز على تحقيق هذا الهدف، مشيراً إلى أنه بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، شهدت التجارة الخارجية لدبي نمواً بلغ حتى الآن نحو 1.6 تريليون درهم، متوقعاً أن يكون عام 2022 عاماً استثنائياً على صعيد نمو وتعزيز التجارة الخارجية لدبي. وحول دور الإعلام في تسليط الضوء على التحديات الحالية المتعلقة بالتجارة العالمية، دعا بن سليم وسائل الإعلام بمنصاتها المختلفة إلى تحري الدقة في التقارير الإعلامية التي تتناول أزمة التجارة العالمية وأسبابها. إلى ذلك ألقت رئيسة نادي دبي للصحافة رئيسة اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي منى غانم المرّي، في بداية الافتتاح كلمة رحّبت فيها بالمشاركين من داخل الدولة ومن مختلف أنحاء العالم العربي والقيادات الإعلامية العالمية المشاركة في الحدث الذي يأتي استكمالاً لمسيرة حوار انطلق قبل 20 عاماً، برؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتصبح هذه المنصة مركزاً للنقاش والحوار وتبادل المعرفة والخبرات. وقالت: «واكب المنتدى خلال الـ20 عاماً الماضية هموم المهنة وأهم التحولات التي شهدتها المنطقة والعالم، وكان حاضراً في قلب المتغيرات الإعلامية بنتائجها وتحدياتها وفرصها»، مشيرة إلى أن عواصف التغير والتحديات لم تهدأ في العالم طوال السنوات الماضية بينما كانت منطقة الشرق الأوسط في قلب هذه التغيرات، فيما كانت بعض التحديات ذات وقع سلبي على مستقبل التنمية في العالم ومنطقتنا وسط تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية صعبة، بما في ذلك مستقبل تنمية الإعلام العربي. وعن حال الإعلام في العالم العربي، لفتت المرّي إلى أن الإعلام في المنطقة لايزال يفتقد إلى وجود استراتيجية واضحة تواجه ما يحيط به من تحديات، خصوصاً الدخيلة منها على مجتمعاتنا وقيمنا، في حين يفتقد الإعلام العربي كذلك إلى خطة تطوير المواهب الإعلامية الشابة، على الرغم من امتلاكها الأدوات التي تمكنها من ريادة عملية التطوير الإعلامي في المنطقة. ولفتت رئيسة اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي إلى أن مهمة التطوير الإعلامي ربما تكون صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، موجهةً الدعوة للمجتمع الإعلامي العربي للتعاون في دفع مسيرة تطوير العمل الإعلامي قدماً، وقالت: «لنعمل معاً للنهوض بمستوى إعلامنا العربي، بمحتوى يعكس قيمنا وإنسانيتنا وطموحنا، وبدماء شابة وأساليب جديدة تواكب العصر وتعيد للشعوب العربية ثقتها بإعلامها، لننقل إعلامنا العربي إلى المستقبل»