اردوغان يشكر الامارات على الدعم الذي قدمته لتركيا في أعقاب كارثة الزلزال
وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشكر والتحية إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على الدعم الذي قدمته الإمارات لتركيا في أعقاب كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق في تركيا يوم 6 فبراير الماضي، بقوله: “شكراً محمد بن زايد.. شكراً محمد بن راشد”، مؤكداً أن أعمال القمة العالمية للحكومات ستعود بالرفاه على البشرية وستساهم في إحلال السلام والعدل في العالم.
وأكد أردوغان في كلمة رئيسة مسجلة خلال اليوم الثاني للقمة العالمية للحكومات، أن تركيا ودول الخليج العربي باتا يشكلان المحور المركزي لأمن المنطقة واستقرارها، ورخائها وتحقيق التكامل الاقتصادي، مضيفاً: “في تركيا دائماً ما نقول إن استقرارنا وأمننا مرتبطان بشكل وثيق باستقرار وأمن منطقة الخليج”.
وأضاف: إلى جانب التكنولوجيا المتطورة، وبرامج الفضاء، والطاقة المتجددة، نولي أهمية قصوى لبنية النقل البري وشبكة السكة الحديدية التي ستربط منطقة الخليج بأوروبا وآسيا عبر تركيا.
وأكد الرئيس التركي أن العالم يواجه الآن مجموعة من التحديات، من بينها الكوارث الطبيعية، والتغير المناخي، والنزوح، والحرب، لافتاً إلى أن تعطل سلاسل التوريد، والكوارث الطبيعية الناجمة عن التغير المناخي، والحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة الغذاء والطاقة، وارتفاع التضخم العالمي تشكل جميعها تحديات على الاقتصاد العالمي ومبادرات التنمية، وأن منجزات أهداف التنمية المستدامة خاصة في الدول الأقل نمواً تشهد تآكلاً، وبالتالي فإن احتمال تحقيق أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة للعام 2030 يتضاءل، في مواجهة كل هذه التحديات.
وتابع: “الحوكمة العالمية والتعاون الوثيق سوف يحددان مستقبل عالمنا، ومع قرب احتفال جمهوريتنا بمئويتها في العام 2023، تواصل تركيا بذل جهود كبيرة لترسيخ مناخ من الازدهار والأمن في المنطقة والعالم، ونحن نؤمن بأنه بالإمكان إرساء عالم أكثر عدلاً، وقد ركزتُ على هذا الأمر في كل خطاباتي، وخاصة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
وقال: “أؤمن بأن القمة العالمية للحكومات سوف تساهم في إحلال السلام والعدل في العالم، كنتُ قد خطّطتُ كي أكون حاضراً معكم شخصياً، لكن بسبب الزلزال الذي ضرب بلادنا في 6 فبراير لم أتمكن من الحضور.. وقد شمل الزلزال منطقة مساحتها 500 كيلومتر فيها عشرة أقاليم، يعيش فيها 13.5 مليون شخص، متسبباً للأسف، بدمار شامل، إلى جانب المدن المجاورة التي شعرت بآثار الهزات الأرضية، حيث أثّرت الكارثة على ما يصل إلى 20 مليون شخص، وبحسب العلماء فإن الطاقة التي انبعثت من الزلزال تعادل 500 قنبلة ذرية”.
وأضاف أردوغان: أود أن أعبر عن امتناني لكل من شاطرونا معاناتنا، في أعقاب كارثة الزلزال، وقوّوا عزيمتنا بدعمهم وصلواتهم، لقد تلقينا الدعم ورسائل المواساة من أكثر من 100 دولة، وخصوصاً من دولة الإمارات العربية المتحدة.. لن ننسى أبداً يد الصداقة الممدودة إلينا خلال هذه الأوقات الصعبة”.
وأضاف أردوغان: “نحن لا نشهد واحدة من أكبر كوارث الطبيعة في تاريخ دولتنا فحسب، بل في تاريخ البشرية ككل، وبينما نقوم بإزالة الأنقاض والركام لآلاف المباني المدمَّرة، فإن خسائرنا للأسف في ازدياد جرّاء الزلزال الذي يوصف بـكارثة القرن، فغالبية ضحايا الزلزال من الجرحى البالغ عددهم أكثر من 81 ألف شخص غادروا المستشفيات، في حين لا يزال البعض يتلقون العلاج، وقد أنقذت فرق البحث والإنقاذ لدينا أكثر من 8000 شخص تم انتشالهم من تحت الأنقاض”.
وتابع الرئيس التركي: في أعقاب الزلزال حشدنا كل موارد الدولة والشعب في المنطقة المنكوبة، ورفعنا حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، وطلبنا مساعدة دولية، وأعلنّا حالة طوارئ في المنطقة التي ضربها الزلزال، بالإضافة إلى مؤسسات الدولة المعنية، وتبذل منظماتنا غير الحكومية والمتطوعون جهوداً كبيرة لمساعدة الناجين من الكارثة، وسنبدأ قريباً في إعادة بناء واستعادة المدن المدمَّرة، سوف تضمد دولتنا وشعبنا الجراح التي سببتها هذه الكارثة”.
وذكر: “لقد أعربت الدول عن تضامنها مع تركيا من خلال الاتصال شخصياً، كما أرسلت فرق إنقاذ ونظمت حملات إغاثة، أود أن أشكر ثانية بحضوركم كل الدول الشقيقة والصديقة التي تقدم مساعدات لشعبنا ليل نهار، وتدعم جهود البحث والإنقاذ من خلال فرقهم، لقد برهنت هذه الكارثة مرة أخرى على أهمية التضامن الدولي”.
وختم الرئيس التركي كلمته بالاستشهاد ببيت للشاعر جلال الدين الرومي قائلاً: “خلال أزمة وباء فيروس كورنا، تبنّينا مقولة الرومي: (هناك أمل بعد اليأس، والكثير من الشموس بعد الظلم)، لتكون المبدأ الذي نسترشد به في الجهد الإغاثي العالمي الذي قمنا به، واليوم مئات الملايين من الأشقاء والأصدقاء من إفريقيا ودول الخليج العربي وآسيا والولايات المتحدة ودول البلقان، ومن أوروبا يمدون أيادي العون لنا”.