«المرصد السوري»: 251 قتيلاً في 227 حادثاً أمنياً في درعا منذ بداية العام
مع تواصل حالة الانفلات الأمني وتصاعد التوتر بين المجموعات المحلية المسلحة، اندلعت اشتباكات في مدينة نوى في ريف درعا الشمالي، مساء الجمعة، أدت إلى مقتل اثنين من المدنيين وإصابة ثلاثة آخرين.
وفي سياق الانفلات الأمني، أفاد موقع «تجمع أحرار حوران» بالعثور على الشابين أحمد عماد الحمادي ورأفت خالد الحمادي، من أبناء مدينة داعل في ريف درعا الأوسط، مصابَين بطلقات نارية في محيط مدينة طفس غربي درعا. وبحسب الموقع، فإن الشابين جرى اختطافهما من قبل مجهولين يوم الجمعة. كما أفاد الموقع باستهداف مركز أمن الدولة في مدينة إنخل شمالي درعا بالأسلحة الرشاشة من قبل مسلحين مجهولين.
من جانبه، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم السبت، عثور أهالي مدينة طفس غربي درعا، على شابين مصابين بالرصاص على يد مجهولين، في محيط مدينة طفس غربي درعا، وذلك بعد تعرضهما للاختطاف من قبل عصابة مجهولة يوم الجمعة، وتم نقلهما للمستشفى لتلقي العلاج.
مصادر محلية في درعا ذكرت أن مجموعة تابعة لـ«الأمن العسكري» يقودها سامر أبو السل في محيط الفرن الآلي في مدينة نوى بريف درعا الشمالي، اشتبكت مع مجموعة محلية أخرى، وأسفر الاشتباك عن مقتل اثنين من المدنيين وإصابة ثلاثة آخرين.
وبحسب المصادر، فإن سبب الخلاف هو فرض «أبو السل»، التابع للأمن العسكري، إتاوة شهرية على مستثمر الفرن الآلي، وكمية من الخبز لمجموعته، الأمر الذي أثر على كمية وجودة الإنتاج، ناهيك عن مضايقة العاملين فيه. وفي نزاع للسيطرة على الفرن انتشرت مجموعات محلية في محيطه، واشتبكت مع مجموعة «أبو السل»، وانتهى الأمر بتدخل «اللجنة المركزية» في المنطقة الغربية من درعا، وتفكيك مجموعة «أبو السل» ومداهمة منزله، وفرض حظر تجول في المدينة.
من جانبه، أكد موقع «تجمع عشائر الجنوب» سيطرة المجموعات المحلية على جميع مقرات القيادي «أبو السل» المدعوم من فرع المخابرات العسكرية، بعد اندلاع اشتباكات عنيفة. وقال الموقع إن «أبو السل» تمكن من الفرار مع عدد من أفراد مجموعته. وأشار الموقع إلى أن الاشتباكات اندلعت بعد مهاجمة مجموعة «أبو السل» الفرن الآلي «وإطلاق النار باتجاه أفراد المجموعات المحلية الموجودين فيه»، ما أسفر عن مقتل الشاب محمد الدهيس الملقب بـ(أبو المثنى)، وإصابة عدد آخر بينهم مدنيون.
ويوجد في مدينة نوى (40 كيلومتراً شمال مركز محافظة درعا)، عدد من المجموعات المحلية المسلحة، انضوى بعضها تحت جناح القوات الحكومية بموجب تسوية 2018، وبعضها الآخر انضم إلى «اللجنة المركزية» التي تم تشكيلها من الوجهاء والمدنيين عام 2018 وتتبع للأمن العسكري.
ورغم التسويات العديدة التي أجرتها الحكومة في درعا منذ عام 2018، فإن الأوضاع هناك لم تهدأ، وظلت تشهد بين فترة وأخرى مواجهات واشتباكات. وفي الأشهر الستة الأخيرة تصاعدت حالة الانفلات الأمني، ووقعت عمليات اغتيال استهدفت شخصيات محلية وقيادات عسكرية ومعارضين ومتعاونين مع القوات الحكومية بعد اتفاقات التسوية، كما تشهد المدينة وقوع اشتباكات متكررة بين قوات النظام والفصائل المحلية المسلحة، خاصة في مناطق الريف الغربي والشرقي، تؤدي إلى وقوع قتلى وجرحى بالإضافة إلى سقوط مدنيين.
ووثّق تقرير لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان» 227 حادثة انفلات أمني منذ مطلع شهر يناير (كانون الثاني)، تسببت بمقتل 251 شخصاً، كما وثق المرصد 8 حوادث انفلات أمني حصلت في درعا منذ بداية شهر أغسطس (آب) الحالي، أسفرت عن مقتل 5، بينهم 3 مدنيين.